السلام لاهل السلام
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " لا يركب البحر إلا حاج أو معتمر أو غازٍ في سبيل الله ، فإن تحت البحر ناراً و تحت النار بحراً " . أخرجه أبو داود في سننه وضعَّف بعضهم إسناده و احتجوا بقوله تعالى : { أُحِلَّ لَكُم صَيدُ البَحرِ وَ طَعَامُهُ مَتَاعاً لَكُم وَ للسَّيَّارَةِ وَ حُرِّمَ عَلَيكُم صَيدُ البَرِ مَا دُمتُم حُرُماً وَ اتَّقُوا اللهَ الذَّي إِلَيهِ تُحشَرُونَ } [ المائدة : 96 ] . و هو مع ضعفه صحيح في معناه ، فقد أثبت العلم الحديث صحة ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه و سلم ، فقد أثبتت أجهزة التصوير العلمية لأعماق البحار أن تحت قيعان البحر العميق ناراً ملتهبة ، فقد نشرت مجلة أخبار العالم الإسلامي مقولة للدكتور علي محمد نصر ذكر فيها أن تحت قيعان البحر العميق ناراً ملتهبة . و ما أثبته التصوير العلمي لأعماق البحار عرض في برنامج العلم و الإيمان في التلفاز السعودي . المصدر : " الاربعون العلمية" عبد الحميد محمود طهماز - دار القلم إدارة الموقع : وسنبقى ننتظر من المختصين من أهل العلم أن يكتشفوا لنا أن تحت تلك النار مصدر إضافي للمياه كبير الحجم بحيث يدعى بحراً ، إذ صدق رسول الله إذ قال " وتحت النار بحراً".
وفي لقاء إيماني مع عالم الجيولوجيا وعلوم الأرض الأستاذ الدكتور / زغلول النجار سأله مقدم البرنامج عن الإعجاز العلمي في الآية السادسة من سورة الطور حيث يقول الحق تبارك وتعالى :
( وَالْبَحْـرِ الْمَسْجـُوْرِ )
فأجاب الدكتور زغلول قائلا : هذا قسم آخر حيث يقسم ربنا سبحانه وتعالى بالبحر المسجور .
وكلمة (سَجَر) في اللغة معناها : أوقد على الشيء حتى أحماه . فالآية تعني أن تحت البحار والمحيطات نارا .
حقيقة علمية :
ولم يستطع العقل البدوي في ذلك الوقت أن يستوعب هذه الحقيقة ، ( حقيقة أن تحت البحار نارا ) لأنه كيف يكون البحر مسجورا ، والماء والنار من الأضداد ، فالماء يطفئ النار ، والنار تبخر الماء . فكيف يكون تحت البحر نار ؟
ولكن ثبت للعلماء أن كل قيعان المحيطات وأعداد كبيرة من البحار فيها صدوع وشقوق تندفع منها الحمم البركانية بملايين الأطنان –كما سيأتي- .
والصَّدْع : هو عبارة عن شَقّ في الأرض أو فتحة في الغلاف الصخري للأرض يصل هذا الشَّقّ إلى منطقة شبه منصهرة تسمى بنطاق الضعف الأرضي .
هذه الصدوع الموجودة في قيعان البحار والمحيطات تتراوح في أعماقها ما بين ( 65 إلى 150كم ) .
وهذه الصدوع جعلت كل قيعان المحيطات والبحار مشتعلة بالنيران .
وهذا اتزان عجيب يدل على بديع صنع الله تبارك وتعالى ، فلا الماء على كثرته وشدة ضغطه يطفئ ما تحته من النيران ، ولا النار على شدة لهيبها تبخر الماء الذي فوقها . فسبحان الخالق العظيم .
وهنا يرد سؤال من مقدم البرنامج : هل نتخيل أن هذه النيران هي عبارة عن براكين تحت الماء ؟
ويجيب الدكتور زغلول قائلا : نعم هي براكين فعلا تحت الماء لكنها براكين طولية أي بطول البحر .
وهي ع البراكين التي تكون على سطح الكرة الأرضية فإنها تكون براكين دائرية أي على شكل دائرة كما أنها تكون مرتفعة عن الأرض كجبال البراكين التي نراها على الطبيعة .
سؤال آخر : هذه البراكين الموجودة في قاع البحر تقع على عمق كم كلم من سطح البحر ؟
الجواب : تكون على أعماق مختلفة على حسب عمق المحيط أو البحر فمتوسط عمق المحيطات (4كم) وأحيانا يصل عمقها إلى (11كم) .
وهذه البراكين الموجودة في قاع المحيط حين تثور وترتفع فوق سطح الماء فإنها تبني الجزر البركانية كجزر هاواي واليابان والفلبين وإندونيسيا فإن هذه الجزر كلها جزر بركانية .
أما الجزر الأخرى التي تتكون في البحار الضحلة أي الصغيرة فإنها تسمى جزر رسوبية .
والعرب عندما سمعوا ذلك القسم الرباني : ( وَالْبَحْـرِ الْمَسْجـُوْرِ )
لم تستوعبه عقولهم وقالوا : ربما يكون ذلك في الآخرة استنادا إلى قول الله جل وعلا في الآية السادسة من سورة التكوير :
( وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ) .
لكن سياق الآيات من بداية سورة الطور تدل كلها على الوقت الحاضر وعلى حدوث ذلك في الدنيا وليس في الآخرة .
فقال العرب : كيف يمكن للبحر أن يكون مسجورا والماء والنار -كما قلنا- من الأضداد ؟
فقالوا : نبحث عن معنى آخر لكلمة (سَجَرَ) غير المعنى الأول الذي قلناه وهو : أوقد على الشيء حتى أحماه .
قالوا : قد تكون كلمة (سَجَرَ) بمعنى : مَلأ وَكَفَّ .
فقالوا : إذاً وجدنا المعنى ، فمعنى قول الله تعالى :
( وَالْبَحْـرِ الْمَسْجـُوْرِ )
إن الله عز وجل يمتن علينا بأنْ ملأ منخفضات الأرض كلها بالماء وحجزها عن اليابسة ، وكان من الممكن أن ترتفع المياه أكثر من ذلك فتغرق الأرض كلها ، لأن هناك كم هائل من المياه المحجوزة على هيئة جليد في القطبين الشمالي والجنوبي .
حيث يُقَدِّر العلماء كمية الجليد الموجودة في القطب الشمالي بما يقرب من (3,80كم) ، وفي القطب الجنوبي تبلغ نسبة الجليد (4كم) .
ويقول العلماء : إن هذا الجليد لو انصهر في يوم من الأيام فإن منسوب المياه سيرتفع إلى (100م) في البحار والمحيطات .
ولكم أن تتخيلوا أيها الأحبة الكرام لو أننا أصبحنا في يوم من الأيام فوجدنا أن البحار والمحيطات قد ارتفع منسوبها إلى (100م) أو اكثر عما هي عليه الآن ، ستغرق الأرض كلها .
لذلك قال العرب القدامى : إن معنى قوله تعالى : ( وَالْبَحْـرِ الْمَسْجـُوْرِ )
في هذه الآية يمتن الله تعالى على عباده بأن ملأ منخفضات الأرض بالماء وحجزها من أن تطغى على اليابسة فتغرقها . هكذا فهم العرب هذه الآية قديما .
ويأتي العلم الحديث ليؤكد على أن كل المحيطات وأعداد كبيرة من البحار قيعانها منصدعة ومشتعلة نارا وتندفع منها الحمم البركانية بملايين الأطنان وهذه حقيقة مبهرة لم يعرفها العلماء إلا في أوائل الستينيات من القرن العشرين وسبقهم القرآن الكريم في إثباتها للناس قبل أكثر من ألف واربعمائة عام .
معجزة نبوية :
ويوجه مقدم البرنامج سؤالا إلى الدكتور زغلول يقول فيه : أعتقد أن هناك حديث فيه تخويف من ركوب البحر ، أليس كذلك ؟
فيجيب الدكتور زغلول قائلا : نعم .
قال صلى الله عليه وسلم : ( لا يركب البحرَ إلا حاجٌّ أو معتمرٌ أو مجاهدٌ في سبيل الله ، لأن تحت البحر نارا ، وتحت النار بحرا ) .
وهو الذي لم يركب البحر في حياته قط صلى الله عليه وسلم .
فأي إعجاز أعظم من هذا الإعجاز النبوي الشريف .
تحت البحر,بحر من نار