حدوتة قبل النوم كنز الحكايات
للقصة أهمية كبيرة فى حياة الطفل حتى عدّها العلماء من أهم أساليب التربية المؤثرة : [التربية بالقصة]، وقد كانت هذه سمة واضحة في القرآن الكريم من خلال عرض قصص الأنبياء والسابقين للتذكرة والاعتبار.
ولقد نقل عن بعض علماء السلف قولهم : الحكايات جند من جنود
الله تعالى يثبت الله بها قلوب أوليائه ، وشاهده
قول الله تعالى : وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك
وقال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه: الحكايات عن العلماء
ومحاسنهم أحب إلي من كثير من الفقه لأنها آداب القوم.
ولقد ناشد أطباء نفس الأطفال في عالمنا المعاصر الأمهات بضرورة العودة لحدوتة
قبل النوم التي ترويها الأم بصوتها الحنون بدلاً من الاعتماد الكلى على
ما تعرضه أجهزة التلفزيون وأشرطة الفيديو ، لأن وجود الأم إلى جوار سرير
ابنها قبل نومه يزيد من ارتباطه بها ويبث في نفسه قدراً كبيراً من الطمأنينة
ويجنبه أي نوع من المخاوف أو الإحساس بالضيق ويمنع عنه
الأحلام المفزعة أو الكوابيس أثناء النوم .
وكذلك فإن لحدوتة قبل النوم أهمية خاصة لأنها تظل راسخة فى ذاكرة الطفل
ويصعب عليه نسيانها لأنها تختمر فى عقله وتثبت في مركز الذاكرة فى المخ أثناء
النوم ، الأمر الذي يجعل من هذه الحدوتة وسيلة رائعة ومثمرة من وسائل التربية تتميز
عن الوسائل الأخرى بأنها محببة إلى نفس الطفل ، يحبها ويشتاق إليها
وينصت إليها وتنطبع في نفسه – غالباً- كل القيم التي تريد أن توصلها له الحدوتة ،
وليس على الأم إلا أن تختار بعناية الحكايات والقصص التي تحكيها لأبنائها وترويها لهم .
طريقة عرض القصة:
- الإلقاء الشفوي : مع مراعاة تمثيل حركات كل شخصية في القصة وتقليدها أثناء الحكاية ،
وهذه الطريقة تناسب الأطفال الأقل من 4 سنوات .
- الكاسيت: وهذه القصص المسموعة تناسب السن من 5 : 13 سنة.
- عرض الفيديو : كأفلام [ محمد الفاتح- رحلة سلام – قصة أصحاب الأخدود – ]
وغيرها من الأفلام النافعة والتي أصبحت كثيرة ومتوفرة ،
وهذه الوسيلة تكون لسن 8 سنوات فأكثر.
- القصص المكتوبة والمصورة ، وهذه لا تكون إلا مع الأطفال الذين يجيدون القراءة .
ولكن .. عزيزي المربى: هل كل قصة تصلح لأن تحكى للأطفال ؟
بالطبع لا ، فهناك من القصص والحكايات ما يدمر البناء النفسي والخلقي للأبناء ، ولذلك نقول :
احذروا هذه القصص:
قصص الخيال العلمي التي تسرح بالطفل في عالم الخيال وأحلام اليقظة بما يستحيل
تحصيله وإدراكه ، وتفقده القدوة فيمن حوله لذا فإنه يتعين عدم ترك الطفل
أمام هذه القصص بلا رقيب ، مثال ذلك قصص : سوبرمان والنينجا وجرانديزر
وعلاء الدين والمصباح السحري وعقلة الإصبع .فقصة علاء الدين والمصباح السحري
كمثال : من نوع الخيال الذي يتنافى مع العقيدة الإسلامية ، فهي تعلم التلاميذ أن الجن
يساعدون من يلجأ إليهم ويخضع لهم وتوحي القصة بأن الخاتم
قد ينجى الإنسان من المهالك ، وأن الركوع لغير الله جائز.
1- قصص الرعب ممنوعة نظراً لما تؤدى إليه من إصابة الطفل بالهلع والخوف
حتى لا يكاد يجرؤ على الاستيقاظ ليلاً ليدخل الحمام ، وهى لا تصلح أبداً كوسيلة
من وسائل التربية أو التوجيه للطفل .
2- القصص التي تدعو إلى الرذائل والدنايا والمكائد ولا تدعو إلى حب الخير وأهله .
3- قصص الحب والجنس لا يجب أن يراها الأبناء أو تحكى لهم في أي مرحلة عمرية وتحت أي مبرر.
4- القصص التافهة التى لا فائدة منها ينبغى إبعاد الطفل عنها ليتعود على
وضوح الهدف فى كل ما يفعله ولتبتعد شخصيته عن التفاهة والسطحية .
5- القصص التى تمجد الكفار وأعمالهم وتتباهى بها .
و انتبهوا لهذه الأمور و أنتم تقصون :
1- لا تجبر الطفل على سماع قصة لا يحبها أو في وقت لا يحبه .
2- أشرك أولادك معك أثناء الحكاية : من المخطئ هنا ؟ هل القاضي معه حق ؟ ماذا يجب عليه أن يفعل؟
3- دائماً ركًز في كل جزئية من كل قصة على الدروس المستفاد و العبرة من كل حدث فيها
وتأكد من استيعاب أبنائك لتلك الدروس والعبر.
4- تابع وتأكد من تركيزهم أثناء الحكاية وعدم شرود أحدهم خاصة صغار السن منهم.
5- اسألهم عما استفادوه وتعلموه من القصة بعد نهايتها .
6- يمكنك أن توقف الحكاية عند نقطة مثيرة من القصة لتزيد من شوقهم
إليها فيحاولوا عصف ذهنهم لتوقع النهاية خاصة إذا أنهيتها على جزء حيوي منها ، فتقول مثلاً :
[ وتمنى أن يحصل عليها بأي طريقة ، ولما رآها جاء مسرعاً ليأخذها و عندما
وصل إليها إذا به..........] ونكمل القصة غداً بإذن الله .
7- القصة أو الحكاية أو الحدوتة يمكن أن تكون وسيلة للثواب
كما يمكن أن تكون وسيلة للعقاب ، فمن يخطئ تحرمه
من سماع الحكاية ومن لا يخطئ أو يفعل جميلاً يكافأ بسماع قصة يحبها
هذه قصة صديقين كانا يعبران الصحراء القاحلة
و خلال رحلتهما حدث بينهما شجار انتهى بأن ضرب احدهما الآخر على وجهه
تألم الصديق الذي ضُرِب على وجهه و لكن بدون أي يقول اي كلمة
كتب على الرمل
”ضربني اعز صديق لدي على وجهي اليوم“
و بعدها تابعا طريقهما حتى وصلا إلى واحة فقررا الاستحمام في بحيرة الماء
وقع الصديق الذي ضُرب من قبل في الطين و كاد أن يغرق إلا أن صديقه
أنقذه .
بعدها و عندما تمالك الغريق نفسه
حفر على الصخر
”اليوم أنقذ صديقي حياتي“
هنا سأله صديقه الذي ضربه من قبل و أنقذه توا
”بعدما ضربتك كتبت على الرمل و الآن حفرت على الصخر, لماذا؟“
فأجابه صديقه
”عندما يؤذينا شخص فعلينا كتابة ذلك على الرمل لتأتي الريح و تجلب المسامحة و مع هبوبها تختفي الكتابة“
و لكن عندما يؤدي إلينا شخص معروفا فيجب أن نحفر ذلك على الصخر فيبقى ذلك دائما رغم هبوب الرياح
فلنتعلم أن نكتب آلامنا على الرمال و نحفر التجارب الجيدة في الصخر
يقال